الخميس، 1 يناير 2015

الفلسطينيون يطلبون الانضمام لمحكمة الجنايات



رام الله ـ لندن “القدس العربي» ـ من فادي ابو سعدى: وسط إدانة أمريكية وتهديدات إسرائيلية باتخاذ إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية، ردا على مشروع القرار الفلسطيني/ العربي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة، الذي فشل في مجلس الأمن ليل الثلاثاء الماضي في الفوز بالأصوات اللازمة، نفذت السلطة الفلسطينية الشق الأول من تهديداتها، ويبقى شق وقف التنسيق الأمني ووضع إسرائيل أمام مسؤولياتها كدولة احتلال، بتوقيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس غداة فشل التصويت، 20 اتفاقا ومعاهدة دولية في مقدمتها ميثاق روما تمهيدا للانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية.
وسلم صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية ورئيس دائرة المفاوضات لمنظمة التحرير الفلسطينية صكوك المعاهدات إلى نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة جيمس راولي، بما فيها صك الانضمام إلى ميثاق روما لمحكمة الجنايات الدولية.
وقال عباس في خطاب في الذكرى الخمسين لانطلاقة حركة فتح، “إننا لن نقبل ولن نسمح بتهميش قضيتنا تحت ذريعة محاربة الجماعات الإرهابية التكفيرية في منطقتنا»، معلنا “أننا لسنا من يحرج أو يعزل الولايات المتحدة، بل ما يزيدها عزلةً دفاعها عن سياسات إسرائيل، واستعمالها لحق النقض “الفيتو» عشرات المرات في مجلس الأمن، حتى لا تعاقب إسرائيل على أفعالها».
وأعلن صائب عريقات من جانبه أن جميع هذه المواثيق والمعاهدات تكون سارية المفعول في حد ثلاثين يوما لبعضها، و للبعض الآخر تسعين يوما، مع الالتزام بوجوب تغيير بعض القوانين الفلسطينية لملاءمتها مع ما وقع عليه الرئيس عباس.
وأكد عريقات أن “ملف الاستيطان هو الأساسي فيما يتعلق بمحكمة الجنايات الدولية وفلسطين ملتزمة بتغيير قوانينها» مع ما وقعه عباس من صكوك معاهدات ومواثيق. ولكن عريقات لم يتطرق إلى تقديم مرتكبي المجازر من الأسرائيليين في قطاع غزة، إلى محكمة الجنايات الدولية.
وقال للصحافيين “إسرائيل اعتبرت ذهابنا إلى مجلس الأمن عدوانا عليها، لكننا نمارس حقا حضاريا قانونيا، من يخشى المحكمة الجنائية الدولية عليه أن يكف عن جرائمه.» وأضاف أن “الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا من اغتيالات واستيطان وهدم وعدوان على غزة لن تسقط بالتقادم، ومن يرتكب جرائم عليه أن يتحمل عواقب».
واعتبرت الولايات المتحدة أن “الخطوة التي أقدم عليها الفلسطينيون تثير قلقا عميقا ولا تساعد جهود السلام في المنطقة.» وقال جيف راتكي مدير العلاقات الصحافية في الخارجية الأمريكية في بيان “نحن مستاؤون بشدة من تحرك الفلسطينيين المتعلق بمحكمة الجنايات الدولية»، واصفا الخطوة بأنها “تصعيدية لن تستطيع تحقيق أي من النتائج التي طمح معظم الفلسطينيين أن يروها تتحقق في سبيل شعبهم»، مشيراً إلى أن “جميع الأطراف بحاجة إلى إيجاد طريقة للعمل بشكل بناء وبالتعاون مع بعضها لتخفيف التوتر ونبذ العنف وإيجاد طريق للتقدم».
ووصف توقيع ميثاق الانضمام إلى المنظمة الدولية بأنه “حركة غير بناءة على الإطلاق ولن تقدم شيئاً على طريق تحقيق آمال الفلسطينيين في دولة ذات سيادة واستقلال، وأنها تضر بشكل بالغ بالشعب الذي يحتاج إلى السلام في نهاية المطاف»، مؤكدا أن الولايات المتحدة “تستمر بمعارضتها بشدة لقيام الطرفين بما يقوض الثقة ويخلق الشكوك عن التزامهما بالتفاوض على السلام»، مبيناً أن “هذه الخطوات تزيد التباعد بين الأطراف».
من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هذه الخطوة ستعرض الفلسطينيين لإجراءات قضائية بسبب تأييدهم لحركة حماس التي وصفها بأنها جماعة “إرهابية»، وتوعد باتخاذ خطوات لرفض أي خطوات محتملة ضد إسرائيل. وهدد نتنياهو في بيان “سنتخذ خطوات للرد وسندافع عن جنود إسرائيل. وسنتصدى، أيضا، لهذه المحاولة التي تسعى إلى فرض إملاءات علينا، كما تصدينا للتوجه الفلسطيني إلى مجلس الأمن».



الفلسطينيون يطلبون الانضمام لمحكمة الجنايات

شبكة نبض اونلاين
www.nabdon.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق