الاثنين، 29 ديسمبر 2014

احتجاجات شعبية في إدلب ضد ممارسات جبهة النصرة… وثمانية قتلى في انفجار سيارة مفخخة في ريف حمص



عواصم ـ وكالات ريف إدلب “القدس العربي» ـ أفاد إعلاميون وناشطون بتواصل الاحتجاج في صفوف المواطنين في ريف إدلب، ضد ما يعتبرونه تضييقاً من “جبهة النصرة» بحقهم، و تدخل عناصره في شؤونهم الشخصية لفرض أفكارهم وفهمهم للشريعة على الناس، مشيرين أن “عددا من بلدات وقرى المنطقة شهدت مظاهرات منددة بتلك التصرفات، شارك فيها المئات، وقامت الجبهة بتفريقها بالقوة».
وأوضح صحافي سوري أن “جبهة النصرة تنتهج أسلوب “الدولة الاسلامية»، فهي تحارب النظام من جهة وتفرض أفكارها على الناس من جهة ثانية»، مشيراً أن “المواطنين في ريف إدلب رحبوا بجبهة النصرة في البداية باعتبارها جبهة مجاهدين تحارب النظام وتذود عنهم، لكنهم تفاجأوا فيما بعد بتصرفاتها المتشددة».
وأكد الصحافي “أن “النصرة» تحاول فرض “اللباس الشرعي» ومنع الاختلاط في المدارس، إضافة إلى شنها حملة اعتقالات عشوائية بحق مخالفيهم في الفكر والتوجه».
وأوضح الصحافي أن “جبهة النصرة شنت حملة اعتقالات في “سلقين»، لمؤيدي الجيش الحر، وبسبب دفاعهم عن بنات كن يرفضن اللباس الشرعي».
واقتحمت الجبهة، بحسب داكل، عدة قرى في ريف إدلب، اعتقلت على إثرها عشرات الشبان، وأمرت بإغلاق كافة محلات التسلية، كألعاب البلياردو والفيشة والعاب الكمبيوتر.
ونظمت مظاهرة قبل يومين، وسط “سلقين» طالبت بانسحاب عناصر جبهة النصرة من المدينة، وتسليم إدارتها لحركة “أحرار الشام»، وذلك بعد أن قام عناصر من المكتب الدعوي، بضرب فتيات غير ملتزمات بمواصفات اللباس الذي تعتبره النصرة شرعياً.
من جهتها حاولت الجبهة فض المظاهرة، واعتقلت 5 من المتظاهرين، بعد أن أطلقت عيارات نارية في الهواء، مما دفع عناصر من حركة أحرار الشام للتدخل، أسفرت عن مصادمات، غير مسلحة، بين الجانبين واعتقل كل طرف عناصر من الطرف الآخر، تم الإفراج عنهم فيما بعد، نتيجة مصالحة قام بها وجهاء المدينة.
كما انطلقت مظاهرة في قرية “جوزف» شرق جبل الزاوية، الاحد، بعد أن منع عناصر من الجبهة، تركيب جهاز بث لإذاعة “روزانا» المعروفة هناك، مما حدا ببعض المتظاهرين لمواجهتهم بالحجارة، فردت عليهم الجبهة بالنار، ما أدى لمقتل شاب وجرح 6، بينهم نساء، أوعتقال حوالي 100 متظاهر، بحسب ما أفاد الإعلامي عبدالرزاق فضل، العامل في الإذاعة المذكورة.
وفي السياق ذاته أفاد الناشط السياسي عبدالقادر دهون، أن “النصرة تركت الأمور الأساسية كتوفير الخدمات والعمل الإغاثي، واتجهت للتركيز على الأمور الثانوية، وفرض قناعاتها على المواطنين،لافتاً أن تلك التصرفات تسببت بغضب شعبي وتغيير وجهة نظر الناس إزاء جبهة النصرة، حسب تعبيره.
من جهة ثانية، التأم أعضاء مجلس الشورى والمكتب الدعوي والمكتب الإغاثي لجبهة النصرة بعد تلك التطورات، صدرت عنها عدة قررات لامتصاص الغضب الشعبي، من بينها منع خروج الدعويين والدعويات للمدارس، وتوكيل أمرها للإداريين، وفصل عنصر من الجبهة اعتدى بالضرب على إحدى الفتيات في “سلقين»، كما نصت القرارت على أن يصدر تعميم بخصوص اللباس الشرعي، وتخويل مجلس الشورى في الشؤون الفقهية، وتشكيل مكاتب شكاوى تحت إشراف المجلس.
يذكر أن جبهة النصرة أحكمت قبضتها على أجزاء واسعة من ريف إدلب، بعدما دحرت “جبهة ثوار سوريا» من المنطقة، وتنامت قوتها في المنطقة بعد سيطرة فصائل، كانت في مقدمتها “النصرة» على معسكري وادي الضيف والحامدية، أكبر معقلين للنظام في ريف إدلب.
إلى ذلك قتل ثمانية أشخاص على الأقل بينهم اربعة من عناصر قوات النظام السوري في انفجار سيارة مفخخة الاثنين قرب منشاة للغاز في ريف حمص الشرقي، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، وتبنى تنظيم “الدولة الإسلامية» الهجوم. وأكدت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا» وقوع الهجوم، مشيرة إلى اعتقال شخصين فجرا السيارة المفخخة، الا ان التنظيم الجهادي المتطرف أعلن مقتل اثنين من عناصره أحدهما انتحاري نفذا العملية.
وقال المرصد في بريد إلكتروني تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه “قتل (…) ما لا يقل عن ثمانية أشخاص بينهم أربعة من عناصر قوات النظام (…) وأصيب ما لا يقل عن 15 آخرين جراء الانفجار الذي وقع صباح اليوم أمام حاجز في محيط معمل ألغاز بالفرقلس في ريف حمص الشرقي».
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الانفجار نجم عن سيارة مفخخة.
وذكرت “سانا» ان التفجير أسفر “عن وقوع أضرار بسيطة في مدخل المنشأة وخسائر بشرية»، مؤكدة ان “البنى التحتية لمعملي الغاز (في المنشأة) لم تتضرر جراء التفجير الإرهابي والمعملين ما زالا في الخدمة».
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله ان عناصر حماية المنشأة “تمكنوا من القبض على الإرهابيين اللذين فجرا السيارة (وهي من) نوع بيك اب أمام مدخل المعملين لدى محاولتهما الفرار».
وأعلن تنظيم “الدولة الإسلامية» مسؤوليته عن العملية. ونشرت مواقع تعنى بأخبار الجماعات الجهادية صورتين لعنصرين في التنظيم، أحدهما قدمته على انه “انغماسي» (انتحاري) يدعى أبو علي المغربي، والثاني أبو أيوب المغربي، مؤكدة مقتلهما في الهجوم.
ويسعى تنظيم “الدولة الإسلامية» إلى السيطرة على أكبر عدد ممكن من حقول النفط والغاز في العراق وسوريا، كونها مصدر إيرادات مهم له.
وأعلن التنظيم في نهاية حزيران/يونيو إقامة “دولة الخلافة» الإسلامية على الأراضي التي يسيطر عليها في هذين البلدين.
وفقدت السلطات السورية السيطرة على العديد من حقول النفط والغاز لا سيما في محافظة دير الزور (شرق) الحدودية مع العراق منذ بداية النزاع الذي قتل فيه اكثر من 200 ألف شخص منذ منتصف آذار/مارس 2011.
وفي السادس من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، استعادت قوات النظام السوري حقل الشاعر للغاز في وسط حمص بعد أسبوع من سيطرة مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية» على أقسام منه.
وقتل نحو 350 من قوات النظام والمسلحين الموالين له وموظفي حقل الشاعر عندما شن التنظيم الجهادي هجوما على الحقل في تموز/يوليو، وقضى عدد كبير من هؤلاء ذبحا.
وبلغت قيمة الاضرار التي أصابت قطاع النفط والغاز في سوريا جراء الازمة نحو 21.4 مليارات دولار، بحسب ما أعلنت السلطات السورية في تموز/يوليو الماضي، مشيرة إلى ان انتاج الغاز تراجع إلى نحو النصف ليبلغ 16.36 مليون متر مكعب يوميا في النصف الاول من العام الجاري، في مقابل 30 مليونا قبل آذار/مارس 2011.


حازم داكل



احتجاجات شعبية في إدلب ضد ممارسات جبهة النصرة… وثمانية قتلى في انفجار سيارة مفخخة في ريف حمص

شبكة نبض اونلاين
www.nabdon.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق