
أبو محمد المقدسي
عمان- القدس العربي- من طارق الفايد: منظر التيار السلفي الجهادي البارز في الأردن (أبو محمد المقدسي) هو آخر ضحايا الهجمة الدولية على استخدام الشبكة العنكبوتية لترويج أفكار الارهاب، أو ما يسمى بروباغندا المتطرفين عبر الشبكة.
أجهزة الأمن الأردنية قامت أمس الاثنين وبشكل مفاجئ باعتقال عاصم البرقاوي الملقب بـ(أبي محمد المقدسي) وتوجيه تهمة استخدام الشبكة العنكبوتية لترويج أفكار تنظيمات ارهابية له، ونقله بعد ذلك إلى الزنازين الانفرادية في سجن الموقر 2، حسب ما أكده لـ(القدس العربي) محامي التنظيمات الاسلامية موسى العبداللات.
وتم ايقاف الشيخ المقدسي بعد نشره بيانه الأخير على موقع المنبر المخصص للحركات الجهادية.
وسبق أن افرج عن المقدسي قبل أسابيع فقط وعرفت عنه مواقفه المعارضة بتصرفات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.
وفي رسالته الأخيرة التي اطلعت عليها (القدس العربي) والتي نشرها موقعه الالكتروني الخاص (منبر التوحيد والجهاد) تحت عنوان “اللهم انصر المجاهدين وأنج المسلمين المستضعفين واهزم الصليبيين والمرتدين”، قال المقدسي “فقد بدأت الحرب الصليبية على الإسلام والمسلمين في سوريا والعراق بمشايعة من المرتدين، وذلك بعد طول عمل استخباراتي جرى وسط ارتخاء أمني وسط شرائح المجاهدين، جرهم إلى استعمال وسائل التواصل بمختلف أنواعها، بعد أن كان إخوانهم من قبل في منأى عن استخدامها، ولذلك فنحن نتخوف على كثير من إخواننا المجاهدين وعلى قياداتهم، وندعو الله أن يحفظهم ويكلأهم برعايته، ونوصيهم بالصبر والثبات فله حِكَم فيما يجري، قد ندرك بعضها وقد لا ندرك البعض، ما نظنه من الحكم، تنقية الصفوف من أهل النفاق وغيرهم، وإظهار المتحيز لله ولرسوله ولعموم المؤمنين وتمييزه من المتحيز للصليبيين والطواغيت”.
وأوضح المقدسي أن “ذلك زيادة في تكشف وتعري الطواغيت وأنظمتهم وجيوشهم المرتدة، مما يصب في رصيد الوعي الإسلامي العام، الذي هو أحد مستلزمات التغيير”.
منذ بدأت الحملة الدولية على تنظيم “الدولة الاسلامية” تم اعتقال ما يقارب 120 شخص منتمين للتيار السلفي في الأردن يتوزعون في عدة مناطق في المملكة.
وتم احالة 50 منهم إلى محاكم أمن الدولة بهيئتها العسكرية وكلهم في زنازين انفرادية بسجن (الموقر2) 80 كم جنوب شرق عمان، وهو من السجون المغلقة غير المفتوحة، حيث لا يوجد هناك اختلاط بين السجناء وهو مصنف للأشد خطرا، حيث يحاكم 45 منهم بتهمة استخدام الشبكة المعلوماتية لترويج أفكار تنظيمات ارهابية (تنظيم الدولة الاسلامية) خلافا لأحكام قانون منع الارهاب الذي أصبح ساري المفعول في تاريخ 1/6/2014. وخمسة منهم معتقلين بتهمة الالتحاق بالتنظيمات المسلحة. أما باقي المعتقلين فهم لدى معتقلون الأجهزة الأمنية بتهم تخص الارهاب.
وقبل تم احالة كل من كمال الغفاري وهو طالب سنة ثالثة شريعة في الجامعة الأردنية وشادي العرايفة وعامر رشيد عامر وأحمد مصطفى الشيخ إلى محكمة أمن الدولة في العاصمة عمان، ووجهت لهم تهمة استخدام الشبكة المعلوماتية لترويج أفكار تنظيمات ارهابية.
ويعبر مئات الآلاف من الأردنيين عن تعاطفهم تجاه تنظيم “الدولة الاسلامية” ومواقفها السياسية، وبنفس القدر هناك الكثير من المعارضين للدولة الاسلامية يتبنون موقف الحكومة باعتباره تنظيما متطرفا ومعاديا للدولة.
وجاءت اعتقالات أعضاء التيار السلفي مخالفة للدستور ولأبسط حقوق الانسان في كافة الشرائع والقوانين والمعاهدات الدولية، بحسب العبداللات، في ظل صمت مطبق من قبل المنظمات الدولية والمحلية والمركز الوطني لحقوق الانسان، والنظر اليهم باعتبارهم ارهابيين.
وفي هذا السياق، دعت الولايات المتحدة الاثنين حلفاءها الذين يشاركونها الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية ضمن تحالف دولي عريض، إلى توسيع نطاق هذه الحرب لتشمل الانترنت، وذلك خلال اجتماع في الكويت خصص لمواجهة بروباغندا المتطرفين عبر الشبكة.
وقال المنسق الأمريكي للتحالف الدولي الجنرال المتقاعد جون آلن في افتتاح الاجتماع ان هذه البروباغندا تشكل “حربا رهيبة … تهدف الى تجنيد وافساد عقول اشخاص ابرياء”.
واعتبر أن التنظيم المتطرف “لن يهزم حقا الا عندما يتم اسقاط شرعية رسالته الموجهة إلى الشباب الذين لديهم نقاط ضعف”.
وكان آلن يتكلم أمام ممثلين عن البحرين وبريطانيا ومصر وفرنسا والعراق والاردن ولبنان وسلطنة عمان وقطر والسعودية والامارات.
واكد المجتمعون في بيان ختامي انهم ناقشوا الخطوات التي تنوي الحكومات المعنية اتخاذها لتعزيز الحرب ضد الدعاية المتطرفة عبر الانترنت.
تحالف ضد الجهاد الإلكتروني.. مؤتمر في الكويت والشيخ المقدسي أبرز ضحايا الشبكة العنكبوتية بالأردن
شبكة نبض اونلاين
www.nabdon.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق